عقب الإطاحة بحكومة بشار الأسد (النظام السابق)، ومع دخول سوريا حقبة جديدة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، وبعد أكثر من 13 سنة من النزاع الدموي، وارتكاب انتهاكات وجرائم خطيرة لا حصر لها من قبل مختلف أطراف النزاع، وما تلاه من تغيير من وتعدد الآليات والمؤسسات والهيئات الهادفة للوصول إلى العدالة وتعزيز المحاسبة للحدّ من ظاهرة الإفلات من العقاب، بدأت فكرة “مشاركة من أجل العدالة” لتكون بمثابة جسر يصل بين مجتمعات الضحايا والمنظمات والمبادرات السورية المحلّية من مختلف الجغرافية السوريّة، وتلك الآليات والأجسام.

واستجابة للتنوع والتعدد في الآليات والهيئات والمؤسسات الدولية ذات الولايات المختلفة، وفي محاولة تسليط الضوء على الآليات الوطنية المتاحة، تطلق منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مشروع “مشاركة من أجل العدالة”؛ والذي يهدف إلى التعريف بتلك الآليات والمؤسسات بشكل عام، ومدى تقاطعها مع  ملف العدالة في سوريا، بشكل مبسط وباللغتين العربية والكردية.

يهدف المشروع إلى مساعدة المبادرات والمنظمات المحلية السورية وضحايا الانتهاكات على التعرّف على تلك الآليات واختصاصاتها ونطاق عملها بشكل عملياتي أقرب، وكيفية الاستفادة منها لخدمة القضايا التي يعملون عليها، بحيث يكون بالإمكان مشاركة الملفات والأدلة الموجودة في حوزة المنظمات والضحايا مع تلك الهيئات والمؤسسات، أو الانخراط معها بشكل منهجي ومستدام، لتحقق الأهداف المرجوة من جمع التوثيقات أو جهود المناصرة.

سوف يسعى “مشاركة من أجل العدالة” إلى التعاطي مع تحديّات تعدد الآليات الدولية وتداخل اختصاصها أحياناً، أو عدم القدرة على التواصل معها بطريقة فعّالة بسبب عوائق جغرافية أو لغوية، ولكي يحقق المشروع أهدافه المتوخاة، سيتم اختيار مجموعة من المبادرات السورية ومجموعة من الضحايا السوريين/ات، للانخراط ضمن المشروع، والمشاركة في جلسات وورشات عمل تهدف إلى التوعية والتعريف بآليات المساءلة والعدالة المهتمة بالملف السوري.

إضافة إلى ذلك، سوف يتضمن موقع “مشاركة من أجل العدالة” المعلومات الجوهرية المتعلقة بتلك الهيئات، والطرق الأمثل للتواصل معها والاستفادة منها قدر المستطاع، والانخراط في جهود العدالة، بشكل يطمئن الضحايا والمنظمات بأن جهودهم لم تذهب سدىً. كما سيتم عقد جلسات فيزيائية وافتراضية بين عدد من منظمات المجتمع المدني السوري وممثلي تلك الآليات والهيئات، بهدف تأمين التواصل المباشر والفعال بين الأطراف المذكورة، لشرح آلية عمل تلك الهيئات بشكل أكثر وضوحاً، والسبل المتاحة لتأمين التواصل الآمن والفعال معها.

ولن يقتصر الأمر على المنظمات والضحايا المذكورين، بل سيكون بإمكان أي ضحية أو منظمة غير تلك المنخرطة في أنشطة المشروع التواصل مع القائمين على إدارة المشروع، من خلال ميزة “اتصل بنا“، وطرح سبل التعاون والتنسيق لتحقيق المشاركة الفاعلة بين جميع الأطراف المعنية للوصول إلى العدالة وحماية حقوق الإنسان.