المؤسسة الدولية المستقلة لشؤون المفقودين

تم إنشاء هذه المؤسسة بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2023، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 77/301، استجابة للنداءات العاجلة من أفراد أسر الآلاف من الأشخاص المفقودين في سوريا، لاتخاذ إجراءات لتحديد مصيرهم ومكان وجودهم. وبموجب البند الثاني من قرار التأسيس فإن المؤسسة مكلّفة “بتوضيح مصير ومكان وجود جميع الأشخاص المفقودين في سوريا، وتوفير الدعم الكافي للضحايا بما في ذلك الناجين والناجيات وأسر المفقودين، بالتعاون الوثيق مع جميع الجهات الفاعلة المعنية”، وضمان المشاركة المستمرة للمجتمع المدني السوري بما في ذلك المنظمات النسائية.
و بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة (الفقرات 6 و 7 و 9 و 11 ) يندرج جميع الأشخاص المفقودين في سوريا تحت ولاية المؤسّسة المستقلّة المعنيّة بالمفقودين، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو انتمائهم السياسي أو أسباب أو توقيت فقدانهم، وبالتالي فأن المفقود “هو أي شخص لا يُعرف مصيره أو مكان وجوده بوضوح، بغض النظر عن علل وأسباب اختفائه، سواء كانت تتعلق بأفعال ارتكبها أشخاص آخرون أم لا، وسواء كانت على صلة بالنزاع المسلح في سوريا أم لا”. أي أنّ ولاية المؤسسة تشمل الأشخاص الذين يُعتقد حالياً بانهم مفقودون/ات في سوريا، وكذلك الأشخاص الذين فقدوا في البداية في البلد، بغض النظر عن جنسيتهم أو تاريخ اختفائهم، أو الطرف الذي يعتقد أنه مسؤول عن اختفائهم (…)، كما تشمل ولايتها الأشخاص الذين فقدوا في ظروف مختلفة، ومن بينهم أولئك الذين فقدوا نتيجة عمليات اختطاف أو اختفاء قسري، أو بأي شكل من أشكال الحرمان التعسفي من الحرية، أو في سياقات أخرى مثل النزوح أو الهجرة أو نتيجة عمليات عسكرية، كما يشمل مصطلح “الضحيّة” الأشخاص المفقودين وأي فرد آخر لحق به ضرر نتيجة لفقدان الشخص، مثل أفراد الأسرة. كما ويشمل المصطلح أيضًا الناجين والناجيات الذين كانوا في السابق في عداد المفقودين.
إن المؤسّسة المستقلّة المعنيّة بالمفقودين مكلّفة بتوفير الدعم الكافي للضحايا، بما في ذلك الناجين والناجيات وأسر المفقودين. وسوف ترتبط برامج الدعم التي تقدمها المؤسسة ارتباطًا وثيقًا ببرامج البحث التي تنفذها، نظرًا لأن بعض أشكال الدعم المقدمة للأسر التي تمر بعملية البحث الصعبة عن أحبائها ضرورية في إطار نهج يركز على الضحايا، بما في ذلك الناجين والناجيات وأسر المفقودين، ولدعم مبدأ “عدم الإضرار”.
وقد تشمل برامج الدعم تأمين خدمات الصحة النفسية والاجتماعية، مباشرة أو من خلال نظام الإحالة، للضحايا أثناء تفاعلهم مع المؤسسة، وإصدار وثائق تتعلق بحالة الأشخاص المفقودين، والتي تُعرف أحيانا باسم “شهادات الغياب”، بهدف مساعدة الأقارب على مواجهة التحديات القانونية المتعلقة بالوصول إلى حقوقهم، وكذلك رفع التوعية القانونية لمساعدة أسر المفقودين على حماية أنفسهم من المعلومات المضللة والابتزاز أثناء عملية البحث، وتطوير نظام إحالة للأسر والناجين والناجيات للوصول إلى الخدمات اللازمة.
وبموجب قرار التأسيس تطبق المؤسسة نهجاً يركز على الضحايا والناجين وتكون شاملة للأسر، وتسترشد بالمبادئ والسمات الأساسية المتعلقة بالشمول الجنساني، وعدم التمييز وعدم الإضرار، والاستقلال والحياد والشفافية، وسرية المصادر والمعلومات، وافتراض بقاء المفقود على قيد الحياة، وتلتزم بمعايير التشغيل المتمثلة بمبدأ التكامل وعدم الازدواجية، والاستدامة وإمكانية الوصول، باعتماد وتطبيق نهج متعدد التخصصات في عملها.